كلام من ذهب... يصوغها / جمـــــــال المصباحي
.
كتمان الأسرار
إذا المـرء أفشـى سـره بلسانـه ولام عليـه غيـره فهـو أحمـق
إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه فصدر الذي يستودع السر أضيـق
حمل النفس على ما يزينها
صن النفس واحملها على ما يزينهـا**تعش سالمـاً والقـول فيـك
جميـل
ولا توليـن الـنـاس إلا تجـمـلاً**نبـا بـك دهـر أو جفـاك خليـل
وإن ضاق رزق اليوم فاصبر** إلى غدٍ عسى نكبات الدهـر عنـك
تـزول
ولا خير فـي ود امـريءٍ متلـونٍ**إذا الريح مالت ، مال حيـث تميـل
وما أكثـر الإخـوان حيـن تعدهـم**ولكنهـم فــي النائـبـات قلـيـل
تعريف الفقيه والرئيس والغني
إن الفقيه هـو الفقيـه بفعلـه**ليس الفقيـه بنطقـه ومقالـه
وكذا الرئيس هو الرئيس بخلقه**ليس الرئيس بقومه ورجالـه
وكذا الغني هو الغني بحالـه **ليس الغنـي بملكـه وبمالـه
القناعة
رأيت القناعة رأس الغـن**فصرت بأذيالها متمسـك
فلا ذا يراني علـى بابـه**ولا ذا يراني به منهمـك
فصرت غنياً بـلا درهـمٍ**أمر على الناس شبه الملك
مكارم الأخلاق
لما عفوت ولم أحقد على أحدٍ**أرحت نفسي من هم العداوات
إني أحيي عدوي عند رؤيتـه**أدفع الشر عنـي بالتحيـات
وأظهر البشر للإنسان أبغضه**كما أن قد حشى قلبي محبات
الناس داء ودواء الناس قربهم**وفي اعتزالهم قطع المـودات
أمت مطامعي فأرحت نفسي**فإن النفس ما طمعت تهون
وأحييت القنوع وكان ميتـاً** ففي إحيائه عرض مصون
إذا طمع يحل بقلـب عبـدٍ**علته مهانة وعـلاه هـون
الإعراض عن الجاهل
أعرض عن الجاهل السفيه**فكل مـا قـال فهـو فيـه
ما ضر بحر الفرات يومـاً**إن خاض بعض الكلاب فيه
كتب إلى ابويطي وهو في السجن : حسن خلقك مع الغرباء ووطن نفسك لهم فإني
كثيراً ما سمعت الشافعي يقول :
أهين لهم نفسي وأكرمها بهم**ولا تكرم النفس التي لا تهينها
توقير الرجال
ومن هـاب الرجـال تهيبـه**ومن حقر الرجال فلن يهابـا
ومن قضت الرجال له حقوقاً**ومن يعص الرجال فما أصابا
السماحة وحسن الخلق
إذا سبنـي نـذل تزايـدت رفعـه**وما العيب إلا أن أكـون مساببـه
ولو لم تكن نفسـي علـى عزيـزة**مكنتهـا مـن كـل نـذل تحاربـه
ولو أنني اسعـى لنفعـي وجدتـن**كثير التوانـي للـذي أنـا طالبـه
ولكننـي اسعـى لأنفـع صاحبـي**وعار على الشبعان إن جاع صاحبه
يخاطبني السفيه بكل قبح**فأكره أن أكون له مجيباً
يزيد سفاهة فأزيد حلمـاً**كعودٍ زاده الإحراق طيباً
الفضل
أرى الغرفى الدنيا إذا كان فاضلاً** ترقى على رؤس الرجال
ويخطب
وإن كان مثلي لا فضيلـة عنـده** يقاس بطفلٍ في الشوارع يلعـب
قال الربيع بن سليمان يقول الشافعي :
على كل حالٍ أنت بالفضل آخذ** وما الفضل إلا للـذي يتفضـل
الزهد ومصير الظالمين
بلوت بني الدنيا فلـم أر فيهـم ** سوى من غدا والبخل ملء إهابه
فجردت من غمد القناعة صارماً**قطعت رجائـي منهـم بذبابـه
فلا ذا يراني واقفاً فـي طريقـه**ولا ذا يراني قاعداً عنـد بابـه
غنى بلا مالً عن النـاس كلهـم**وليس الغنى إلا عن الشيء لآ به
إذا ما ظالم استحسن الظلم مذهباً**ولج عتواً فـي قبيـح اكتسابـه
فكله إلى صرف الليالـي فإنهـا**ستدعو له ما لم يكن في حسابـه
فكم قد رأينـا ظالمـاً متمـرداً**يرى النجم رتيهاً تحت ظل ركابه
فعما قليلٍ وهـو فـي غفلاتـهأ**ناخت صروف الحادثات ببابـه
وجوزى بالأمر الذي كان فاعلاً**وصب عليه الله سـوط عذابـه
السكوت سلامة
قالوا اسكت وقد خوصمت قلت لهم**إن الجـواب لبـاب الشـر مفتـاح
والصمت عن جاهلٍ أو أحمقٍ شرف**وفيه أيضاً لصون العرض إصـلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامته** ؟والكلب يخسى لعمري وهـو نبـاح
الصمت خير من حشو الكلام
لا خير في حشو الكلام** إذا اهتدت إلى عيونـه
والصمت أجمل بالفتـى**من منطق في غير حينه
وعلى الفتـى لطباعـه**سمة تلوح على جبينـة
فضل السكوت
وجدت سكوتي متجـراً فلزمتـه**إذا لم أجد ربحاً فلست بخاسـر
ما الصمت إلا في الرجال متاجر**وتاجره يعلو علـى كـل تاجـر
ومما تمثل به الإمام
إذا نطق السفيه فلا تجبه**فخير من إجابته السكوت
فإن كلمته فرجت عنـه**وإن خليته كمداً يمـوت
ماحك جلدك مثل ظفرك**فتول أنت جميع أمـرك
وإذا قصـدت لحاجـةٍ**فاقصد لمعترفٍ بقدرك
الإنسان وحظه
المرء يحظى ثم يعلو ذكره**حتى يزين بالذي لم يفعـل
وترى الشقي إذا تكامل عيبه**يشقى وينحل كل ما لم يعمل
الإيثار والجود
أجود بموجودٍ ولو بت طاويـاً**على الجوع كشحاً والحشا يتألم
وأظهر أسباب الغنى بين رفقتي**لمخافهم حالي وإنـي لمعـدم
وبيني وبين الله اشكـو فاقتـي**حقيقاً فـإن الله بالحـال أعلـم
عزة النفس
لقلع ضرس وضرب حبس**ونـزع نفـس ورد أمـس
وقـر بـردٍ وقـود فـرد**ودبغ جلد ٍبغيـر شمـس
وأكل ضـب وصيـد دب**وصرف حب بأرض خرس
ونفخ نـار ٍوحمـل عـارٍ**وبيـع دارٍ بربـع فـلـس
وبيع خـف وعـدم إلـفٍ**وضرب ألفٍ بحبـل قلـس
اهون مـن وقفـة الحـر**يرجو نوالاً ببـاب نحـس
أمطري لؤلؤاً جبال سرنديب**وفيضي آباز تكرور تبـرا
أنا إن عشت لست اعدم قوتاً**وإذا مت لست اعدم قبـراً
همتي همة الملوك ونفسـي**نفس حر ترى المذلة كفـراً
وإذا ما قنعت بالقوت عمري**فلماذا أزور زيـداً وعمـراً
الجود
إذا لم تجودوا والأمور بكم تمضي**وقد ملكت أيديكم البسط والفيضـا
فماذا يرجـى منكـم إن عزلتـم**وعضتكم الدنيـا بأنيابهـا عضـا
وتسترجـع الأيـام مـا وهبتكـم**ومن عادة الأيام تسترجع القرضا
حقوق الناس
أرى راحة للحـق عنـد قضائـه**ويثقل يوماً إن تركت علـى عمـد
وحسبك حظاً أن ترى غير كـاذبٍ**وقولك لم اعلم وذلك مـن الجهـد
ومن يقض حق الجار بعد ابن عمه**وصاحبه الأدنى على القرب والبعد
يعش سيداً يستعذب النـاس ذكـره**وإن نابه حق أتـوه علـى قصـد
منتهى الجود
يا لهف نفسي علـى مـال أفرقـه**على المقلين من أهـل المـروات
إن إعتذاري إلى من جاء يسألنـي**ما ليس عندي لمن إحدى المصيبات
فساد طبائع الناس
ألم يبق في الناس إلا المكر والملق****شوك ، إذا لمسوا ، زهر إذا رمق
فإن دعتك ضـرورات لعشرتهـم*****فكن جحيماً لعل الشـوك يحتـرق
حصيد البدع
لم يبرح الناس حتى أحدثـوا بدعـاً***في الدين بالرأي لم يبعث بها الرسل
حتى استخـف بديـن الله أكثرهـم***وفي الذي حملوا من حقـه شغـل
.
كتمان الأسرار
إذا المـرء أفشـى سـره بلسانـه ولام عليـه غيـره فهـو أحمـق
إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه فصدر الذي يستودع السر أضيـق
حمل النفس على ما يزينها
صن النفس واحملها على ما يزينهـا**تعش سالمـاً والقـول فيـك
جميـل
ولا توليـن الـنـاس إلا تجـمـلاً**نبـا بـك دهـر أو جفـاك خليـل
وإن ضاق رزق اليوم فاصبر** إلى غدٍ عسى نكبات الدهـر عنـك
تـزول
ولا خير فـي ود امـريءٍ متلـونٍ**إذا الريح مالت ، مال حيـث تميـل
وما أكثـر الإخـوان حيـن تعدهـم**ولكنهـم فــي النائـبـات قلـيـل
تعريف الفقيه والرئيس والغني
إن الفقيه هـو الفقيـه بفعلـه**ليس الفقيـه بنطقـه ومقالـه
وكذا الرئيس هو الرئيس بخلقه**ليس الرئيس بقومه ورجالـه
وكذا الغني هو الغني بحالـه **ليس الغنـي بملكـه وبمالـه
القناعة
رأيت القناعة رأس الغـن**فصرت بأذيالها متمسـك
فلا ذا يراني علـى بابـه**ولا ذا يراني به منهمـك
فصرت غنياً بـلا درهـمٍ**أمر على الناس شبه الملك
مكارم الأخلاق
لما عفوت ولم أحقد على أحدٍ**أرحت نفسي من هم العداوات
إني أحيي عدوي عند رؤيتـه**أدفع الشر عنـي بالتحيـات
وأظهر البشر للإنسان أبغضه**كما أن قد حشى قلبي محبات
الناس داء ودواء الناس قربهم**وفي اعتزالهم قطع المـودات
أمت مطامعي فأرحت نفسي**فإن النفس ما طمعت تهون
وأحييت القنوع وكان ميتـاً** ففي إحيائه عرض مصون
إذا طمع يحل بقلـب عبـدٍ**علته مهانة وعـلاه هـون
الإعراض عن الجاهل
أعرض عن الجاهل السفيه**فكل مـا قـال فهـو فيـه
ما ضر بحر الفرات يومـاً**إن خاض بعض الكلاب فيه
كتب إلى ابويطي وهو في السجن : حسن خلقك مع الغرباء ووطن نفسك لهم فإني
كثيراً ما سمعت الشافعي يقول :
أهين لهم نفسي وأكرمها بهم**ولا تكرم النفس التي لا تهينها
توقير الرجال
ومن هـاب الرجـال تهيبـه**ومن حقر الرجال فلن يهابـا
ومن قضت الرجال له حقوقاً**ومن يعص الرجال فما أصابا
السماحة وحسن الخلق
إذا سبنـي نـذل تزايـدت رفعـه**وما العيب إلا أن أكـون مساببـه
ولو لم تكن نفسـي علـى عزيـزة**مكنتهـا مـن كـل نـذل تحاربـه
ولو أنني اسعـى لنفعـي وجدتـن**كثير التوانـي للـذي أنـا طالبـه
ولكننـي اسعـى لأنفـع صاحبـي**وعار على الشبعان إن جاع صاحبه
يخاطبني السفيه بكل قبح**فأكره أن أكون له مجيباً
يزيد سفاهة فأزيد حلمـاً**كعودٍ زاده الإحراق طيباً
الفضل
أرى الغرفى الدنيا إذا كان فاضلاً** ترقى على رؤس الرجال
ويخطب
وإن كان مثلي لا فضيلـة عنـده** يقاس بطفلٍ في الشوارع يلعـب
قال الربيع بن سليمان يقول الشافعي :
على كل حالٍ أنت بالفضل آخذ** وما الفضل إلا للـذي يتفضـل
الزهد ومصير الظالمين
بلوت بني الدنيا فلـم أر فيهـم ** سوى من غدا والبخل ملء إهابه
فجردت من غمد القناعة صارماً**قطعت رجائـي منهـم بذبابـه
فلا ذا يراني واقفاً فـي طريقـه**ولا ذا يراني قاعداً عنـد بابـه
غنى بلا مالً عن النـاس كلهـم**وليس الغنى إلا عن الشيء لآ به
إذا ما ظالم استحسن الظلم مذهباً**ولج عتواً فـي قبيـح اكتسابـه
فكله إلى صرف الليالـي فإنهـا**ستدعو له ما لم يكن في حسابـه
فكم قد رأينـا ظالمـاً متمـرداً**يرى النجم رتيهاً تحت ظل ركابه
فعما قليلٍ وهـو فـي غفلاتـهأ**ناخت صروف الحادثات ببابـه
وجوزى بالأمر الذي كان فاعلاً**وصب عليه الله سـوط عذابـه
السكوت سلامة
قالوا اسكت وقد خوصمت قلت لهم**إن الجـواب لبـاب الشـر مفتـاح
والصمت عن جاهلٍ أو أحمقٍ شرف**وفيه أيضاً لصون العرض إصـلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامته** ؟والكلب يخسى لعمري وهـو نبـاح
الصمت خير من حشو الكلام
لا خير في حشو الكلام** إذا اهتدت إلى عيونـه
والصمت أجمل بالفتـى**من منطق في غير حينه
وعلى الفتـى لطباعـه**سمة تلوح على جبينـة
فضل السكوت
وجدت سكوتي متجـراً فلزمتـه**إذا لم أجد ربحاً فلست بخاسـر
ما الصمت إلا في الرجال متاجر**وتاجره يعلو علـى كـل تاجـر
ومما تمثل به الإمام
إذا نطق السفيه فلا تجبه**فخير من إجابته السكوت
فإن كلمته فرجت عنـه**وإن خليته كمداً يمـوت
ماحك جلدك مثل ظفرك**فتول أنت جميع أمـرك
وإذا قصـدت لحاجـةٍ**فاقصد لمعترفٍ بقدرك
الإنسان وحظه
المرء يحظى ثم يعلو ذكره**حتى يزين بالذي لم يفعـل
وترى الشقي إذا تكامل عيبه**يشقى وينحل كل ما لم يعمل
الإيثار والجود
أجود بموجودٍ ولو بت طاويـاً**على الجوع كشحاً والحشا يتألم
وأظهر أسباب الغنى بين رفقتي**لمخافهم حالي وإنـي لمعـدم
وبيني وبين الله اشكـو فاقتـي**حقيقاً فـإن الله بالحـال أعلـم
عزة النفس
لقلع ضرس وضرب حبس**ونـزع نفـس ورد أمـس
وقـر بـردٍ وقـود فـرد**ودبغ جلد ٍبغيـر شمـس
وأكل ضـب وصيـد دب**وصرف حب بأرض خرس
ونفخ نـار ٍوحمـل عـارٍ**وبيـع دارٍ بربـع فـلـس
وبيع خـف وعـدم إلـفٍ**وضرب ألفٍ بحبـل قلـس
اهون مـن وقفـة الحـر**يرجو نوالاً ببـاب نحـس
أمطري لؤلؤاً جبال سرنديب**وفيضي آباز تكرور تبـرا
أنا إن عشت لست اعدم قوتاً**وإذا مت لست اعدم قبـراً
همتي همة الملوك ونفسـي**نفس حر ترى المذلة كفـراً
وإذا ما قنعت بالقوت عمري**فلماذا أزور زيـداً وعمـراً
الجود
إذا لم تجودوا والأمور بكم تمضي**وقد ملكت أيديكم البسط والفيضـا
فماذا يرجـى منكـم إن عزلتـم**وعضتكم الدنيـا بأنيابهـا عضـا
وتسترجـع الأيـام مـا وهبتكـم**ومن عادة الأيام تسترجع القرضا
حقوق الناس
أرى راحة للحـق عنـد قضائـه**ويثقل يوماً إن تركت علـى عمـد
وحسبك حظاً أن ترى غير كـاذبٍ**وقولك لم اعلم وذلك مـن الجهـد
ومن يقض حق الجار بعد ابن عمه**وصاحبه الأدنى على القرب والبعد
يعش سيداً يستعذب النـاس ذكـره**وإن نابه حق أتـوه علـى قصـد
منتهى الجود
يا لهف نفسي علـى مـال أفرقـه**على المقلين من أهـل المـروات
إن إعتذاري إلى من جاء يسألنـي**ما ليس عندي لمن إحدى المصيبات
فساد طبائع الناس
ألم يبق في الناس إلا المكر والملق****شوك ، إذا لمسوا ، زهر إذا رمق
فإن دعتك ضـرورات لعشرتهـم*****فكن جحيماً لعل الشـوك يحتـرق
حصيد البدع
لم يبرح الناس حتى أحدثـوا بدعـاً***في الدين بالرأي لم يبعث بها الرسل
حتى استخـف بديـن الله أكثرهـم***وفي الذي حملوا من حقـه شغـل